عن أبي عمرو ؛ وقيل أبي عمرة سفيان بن عبد الله – رضي الله عنه – قال : قلت يا رسول الله : قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك ؟ قال : ” قل آمنت بالله ثم استقم ” . رواه مسلم .
هذا حديث عظيم جامع جمع فيه صلى الله عليه وسلم للسائل بهاتين الكلمتين قواعد الدين ، فأمره بالإيمان والاستقامة وفق منهج الله عز وجل .
معنى الاستقامة :
الاستقامة تعني فعل الطاعات واجتناب المنهيات ، يقول الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – : ” فمن قصَّر في الواجبات فما استقام ! بل حصل عنده انحراف ، والانحراف تكون شدّته بقدر ما ترك من الواجبات أو فعل من المحرمات ” .
ويقول : ” ينبغي للإنسان أن يتفقد نفسه دائماً ، هل هو مستقيم أو غير مستقيم ؟ فإن كان مستقيماً حمد الله وأثنى عليه وسأل الله الثبات ، وإن كان غير مستقيم وجب عليه الاستقامة وأن يُعدِّل سيره إلى الله عز وجل ” .
فضل الاستقامة :
الاستقامة سبب لبسط الرزق والتوسيع في الدنيا ، قال تعالى : { وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقا } . يقول القرطبي : أي لوسعنا عليهم في الدنيا ، وبسطنا لهم في الرزق .
الاستقامة سبب لدخول الجنة ، قال تعالى : { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألَّا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون } .
فالله الله في الاستقامة ، والحذر الحذر من كل ما يمنع منها من أصدقاء السوء والتسويف والغفلة ، والحرص الحرص على كل ما يعين عليها ، من مجالسة الصالحين وقراءة القرآن والذكر والدعاء وحضور مجالس الذكر وسماع الاشرطة الوعظية .. ( 1 ) .
( 1 ) – انظر : شرح الاربعين النووية لابن عثيمين ؛ ص: 237 ؛ وقواعد وفوائد من الاربعين النووية لناظم سلطان ؛ ص: 185 – 186 .
اترك تعليقاً