تضعيف الأحاديث الصحيحة شذوذ عن العلماء

السبت
مايو 2018

س : ما موقفنا ممن يضعف أحاديث في صحيح مسلم أو صحيح البخاري ؟

ج : هذا شذوذ عن العلماء لا يعول عليه إلا في أشياء يسيرة عند مسلم – رحمه الله – نبه عليها الدار قطني وغيره ، والذي عليه أهل العلم هو تلقي أحاديث الصحيحين بالقبول والاحتجاج بها كما صرح بذلك الحافظ ابن حجر والحافظ ابن الصلاح وغيرهما ، وإذا كان في بعض الرجال المخرج لهم في الصحيحين ضعف فإن صاحبي الصحيح قد انتقيا من أحاديثهم ما لا بأس به ، مثل : إسماعيل بن أبي أويس ، ومثل عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وجماعات فيهم ضعف لكن صاحبي الصحيح انتقيا من أحاديثهم ما لا علة فيه ؛ لأن الرجل قد يكون عنده أحاديث كثيرة فيكون غلط في بعضها أو رواها بعد الاختلاط إن كان ممن اختلط ، فتنبه صاحبا الصحيحين لذلك فلم يرويا عنه إلا ما صح عندهما سلامته .

والخلاصة أن ما رواه الشيخان قد تلقته الأمة بالقبول فلا يسمع كلام أحد في الطعن عليهما رحمة الله عليهما سوى ما أوضحه أهل العلم كما تقدم .

ومما أخذ على مسلم – رحمه الله – رواية حديث أبي هريرة : أن الله خلق التربة يوم السبت . . . الحديث . والصواب أن بعض رواته وهم برفعه للنبي – صلى الله عليه وسلم – وإنما هو من رواية أبي هريرة – رضي الله عنه – عن كعب الأحبار ؛ لأن الآيات القرآنية والأحاديث القرآنية الصحيحة كلها قد دلت على أن الله سبحانه قد خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام أولها يوم الأحد وآخرها يوم الجمعة ؛ وبذلك علم أهل العلم غلط من روى عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أن الله خلق التربة يوم السبت ، وغلط كعب الأحبار ومن قال بقوله في ذلك ، وإنما ذلك من الإسرائيليات الباطلة . والله ولي التوفيق .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.