الجمع بين الأحاديث التي وردت في كيفية السجود

السبت
مايو 2018

سيدي الفاضل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :

فتعقيبا على ما جاء في كتابكم كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في ص 16 ونصه : ( ويسجد مكبرا واضعا ركبتيه قبل يديه إذا تيسر ذلك فإن شق عليه قدم ركبتيه مستقبلا…. حتى…. انبساط الكلب ” وهذا خلاف ما كتب الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في كتابه ” صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم ” عن سجود اليدين قبل الركبتين . وما قول فضيلتكم في الحديث الذي رواه أبو داود جاء فيه : « إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه » .

كذلك أرجو من فضيلتكم التوضيح لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وبيان سنده حول القراءة زيادة على الفاتحة في الأخريين .

وفقنا الله لما فيه الخير العميم ونسأله أن يبعد عنا الشر والأشرار والنار والدمار آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . أختكم في الإسلام \ ح. ع. ن.

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخت في الله ح. ع. وفقها الله لكل خير وأتم عليها نعمة الإسلام آمين .

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :

فإجابة لرسالتك المؤرخة في يوم السبت 23 \ رجب \ 1413 هـ. والتي تعقبين فيها على رسالة سابقة منك بتاريخ 17 \ ربيع الأول \ 1413هـ. لقد سرني فيها حرصك على العلم واهتمامك بالبحث في الأمور الشرعية زادك الله توفيقا ورزقك الله العلم النافع والعمل الصالح.

أما الرسالة الأولى فلا أذكرها . واستيضاحك عن حديث أبي هريرة رضي الله عنه في بروك البعير ومدى مخالفته لحديث وائل بن حجر في كيفية سجود رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أفيدك بأن نص حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه » . وصدر الحديث لا يخالف حديث وائل بن حجر الذي قال فيه : « رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه » وذلك في تقديم الركبتين لأن البعير يبرك على يديه أولا ، فإذا قدم المصلي ركبتيه لم يبرك بروك البعير .

وأما قوله في آخره « وليضع يديه قبل ركبتيه » فالأظهر أن ذلك انقلاب على الراوي لأنه يخالف صدر الحديث .

والصواب وليضع ركبتيه قبل يديه حتى يتفق آخر الحديث مع أوله .. ومع حديث وائل بن حجر المذكور وما جاء في معناه .

 

أما حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – الذي سألت عنه ، فقد مسلم في صحيحه وهذا نصه : « قال كنا نحزر قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر ، فحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من الظهر قدر ” الم تنزيل ” السجدة وفي الأخريين قدر النصف من ذلك ، وفي الأوليين من العصر على قدر الآخرين من الظهر ، والآخريين على النصف من ذلك » وفقك الله لما فيه خيرا الدنيا والآخرة ، وزادك الله حرصا وطاعة لله ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الرئيس العام لإدارات البحوث

العلمية الإفتاء والدعوة والإرشاد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.