بر الوالدين في حياتهما وبعد مماتهما

الجمعة
مايو 2018

س: أرجو توضيح بر الوالدين أثناء حياتهم وبعد مماتهم ؟

ج : بر الوالدين من أهم الواجبات والفرائض ، وقد أمر الله بذلك في كتابه الكريم في آيات كثيرة ، منها قوله سبحانه : { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } ومنها قوله عز وجل في سورة (سبحان) : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا } { وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } ومنها قوله سبحانه في سورة لقمان : { أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ } فبرهما من أهم الفرائض حيين وميتين .

فبرهما في الحياة : الإحسان إليهما والإنفاق عليهما إذا كانا محتاجين ، والسمع والطاعة لهما في المعروف وخفض الجناح لهما وعدم رفع الصوت عليهما والدفاع عنهما في كل شيء يضرهما إلى غير ذلك من وجوه الخير .

والخلاصة أن يكون الولد حريصا على جلب الخير إليهما ودفع الشر عنهما في الحياة وفي الموت ، لأنهما قد أحسنا إليه إحسانا عظيما في حال الصغر وربياه وأكرماه وتعبا عليه ، فالواجب عليه أن يقابل المعروف بالمعروف والإحسان بالإحسان ، والأم حقها أعظم ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل قيل: « يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك . قال : ثم من ؟ قال : أمك . قال : ثم من ؟ قال : أمك . قال ثم من ؟ قال : أبوك » وفي لفظ آخر : « قال يا رسول الله من أحق الناس بالبر ؟ ( قال من أبر يا رسول الله ؟ ) قال : أمك . قال : ثم من ؟ قال : أمك . قال : ثم من ؟ قال : أمك . قال : ثم من ؟ قال : أباك ، ثم الأقرب فالأقرب ” .

وبين عليه الصلاة والسلام أن أحق الناس بالإحسان والبر أمك ثلاث مرات ثم أبوك في الرابعة . وهذا يوجب للولد العناية بالوالدة أكثر ، والإحسان إليها أكمل ، ثم الأب يليها بعد ذلك ، فبرهما والإحسان إليهما جميعا أمر مفترض ، وحق الوالدة على الولد الذكر والأنثى أعظم وأكبر .

وسئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن حق الوالدين بعد مماتهما ؟ فقال له سائل : « يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما بعد وفاتهما ؟ قال : نعم ، الصلاة عليهما ، والاستغفار لهما ، وإنفاذ عهدهما ، من بعدهما وإكرام صديقهما ، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما  » .

خمسة أشياء : ( الصلاة عليهما )  : الدعاء ومن ذلك صلاة الجنازة فإنها دعاء ، والصلاة عليهما : الترحم عليهما أحق الحق ومن أعظم البر في الحياة والموت . ( وهكذا الاستغفار لهما ) وسؤال الله أن يغفر لهما سيئاتهما ، هذا أعظم برهما حيين وميتين . ( وإنفاذ عهدهما من بعدهما ) ( الوصية ) التي يوصيان بها ، فالواجب على الولد ذكرا كان أو أنثى إنفاذها إذا كانت موافقة للشرع المطهر .

والخصلة الرابعة ( إكرام صديقهما ) إذا كان لأبيك أو لأمك أصدقاء وأحباب وأقارب فتحسن إليهم ، وتقدر لهم صحبة وصداقة والديك ، ولا تنسى ذلك بالكلام الطيب والإحسان إذا كانا في حاجة إلى الإحسان وجميع أنواع الخير الذي تستطيعه ، فهذا برهما بعد وفاتهما .

والخصلة الخامسة : ( صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما ) وذلك بالإحسان إلى أعمامك وأقارب أبيك ، وإلى أخوالك وخالاتك من أقارب أمك هذا من الإحسان بالوالدين ، وبر الوالدين أن تحسن إلى أقارب والديك الأعمام والعمات وأولادهم ، والأخوال والخالات وأولادهم . الإحسان إليهم وصلتهم كل ذلك من صلة الأبوين ومن إكرام الوالدين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.