داء الكَلَب والتراب

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال :

قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم : ” إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات أولاهن بالتراب ” .

لقد كان سبب غسل الإناء من لعاب الكلب بالتراب سبعاً أمراً مجهولاً وعلةً خفيَّة إلى أن ” جاء القرن العشرون بما يحمله من دراسات وبحوث وأدوات متقدمة تيسر البحث ، وتظهر أموراً كان من الصعب على الناس أن يصلوا إليها في عصور سابقة دون هذه الأدوات المتقدمة المتطورة .

وكان من جملة ما أجري من بحوث حول علاقة التراب بداء الكَلَب ، فالكَلَب مرض من الأمراض التي تكون في لعاب الكلب ، وتنتقل منه إلى الإنسان ، وقد يكون الحيوان حاملاً لهذا الداء وإن لم تظهر عليه علامات الإصابة به ،ومثله مثل أي حيوان أو أي حي ينقل جراثيم مرض دون أن يصاب بذلك المرض .

ذلك البحث أجري في أسبانيا منذ زمن .

كما أجراه أحد الأطباء الباكستانيين قريباً ، حيث وجد أن داء الكَلَب وجراثيمه مهما غُسِلت بالماء فإن الماء لا يذهب بها ، فإذا مُسِحت بالتراب ، فإن التراب يذهب بها ولا يُبْقِ في الإناء أثراً لها .وكذا إذا كان الكلب يحمل جراثيم أمراض أخرى ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به ، وأمر المسلمين أن يتخذوا وقاية لهم من الإصابة بالأمراض سبقاً علمياً لا مثيل له في عالم الطب الوقائي ” (1) .

وقال الدكتور سعيد بن علي الغامدي : ” قد ثبت علمياً أن ريق الكلب فيه الدودة الشريطية ، وأن الصابون وغيره من المنظفات الحديثة لا يقتل هذه الدودة ، كما اُكتُشِف أن في التراب مادة تقتل هذه الدودة وتقضي عليها ” .

وقال محمد كامل عبد الصمد : ” قد ثبت أن التراب عامل كبير على إزالة البويضات والجراثيم ” . قال العلماء فيهمادتين قاتلتين للجراثيم حيث ” أثبت العلم الحديث أن التراب يحتوي على مادة ( تتراكسلين ) ومادة ( التتراليت ) وتستعملان في عمليات التعقيم ضد بعض الجراثيم ” .

فهذا ما توصل إليه الباحثون ، حيث قالوا : ” بأن جراثيم الكلب لا يمكن أن تزول إلا بالتراب مهما غُسِلت بغيره ! وقد ثبت ذلك من تجارب عديدة أجريت في حقول معمليَّة في بلاد لا تدين بالإسلام ! ” (2) .

(1) – الإعجاز العلمي في السنة النبوية ؛ د : صالح بن أحمد رضا ( 2/841 ) .

(2 ) – موقع عن الإعجاز على الشبكة العنكبوتية .