طرائف حديثية

الأحد
مايو 2018

شقاء من جالسك أشدّ

قال علي بن المديني : خرج سفيان بن عُيينة إلى أصحاب الحديث وهو ضَجِرٌ ، فقال أليس من الشّقاء أن أكون جالستُ ضمرة بن سعيد ، وجالس ضمرة أبا سعيد الخدري ، وجالستُ الزُّهري ، وجالس الزُّهري أنس بن مالك ؛ حتى عدَّ جماعةً ، ثمّ أنا أُجالسكم ؟!

فقال له حَدَثٌ في المجلس : انتصف ؛ يا أبا محمد ..! قال : إن شاء الله . قال : واللهِ ؛ لشقاءُ مَنْ جالسَ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بك أشدُّ مِنْ شقائك بِنا . فأطرقَ ، وتمثَّلَ بشعِر أبي نوّاس :

خَلِّ جَنْبَيْكَ لِرَامٍ      …      وَامْضِ عَنْهُ بِسَلَامِ

مُتْ بِدَاءِ الصَّمْتِ خَيْرٌ ..    لَكَ مِنْ دَاءِ الكَلَامِ

فسأَلَ : مَنْ الحَدَث ؟ قالوا : يحيى بن أكثم .

فقال سفيان : هذا الغلام يصلح لصحبة هؤلاء – يعني السلاطين – .

……………………………………………….

 

البطن له دور في محبة هذه الأحاديث !

لَزِمَ أعرابيٌ سفيان بن عيينة مُدَّةً يسمع منه الحديث ، فلمَّا جاء ليُسافر قال له سفيان : يا أعرابي ما أعجبك من حديثنا ؟

قال : ثلاثة أحاديث : حديث عائشة – رضي الله عنها – عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنَّهُ كان يُحبّ الحلوى والعسل . وحديثه عليه الصلاة والسلام : ” إذا وُضِعَ العَشَاءُ ، وحضرت الصلاة فابدؤوا بِالعَشَاءِ ” . وحديث عائشة أيضاً : ” ليس مِنْ البِرّ الصوم في السفر ” .

…………………………………………………

 

ثقيل

قال رجلٌ لأبيه : يا أبتِ ؛ حدَّثني مُستمْلي أبي حنيفة أنَّ أبا حنيفة قال : إنّي ثقيل ! فقال : يا بُنيّ أنت ثقيلٌ بالإسناد.

…………………………………………………..

 

خلتان منسيتان ..!

قيل لأشعب : جالستَ عكرمة وطلبت العلم ؛ فلماذا لا تحدِّثنا عنه ؟

قال : نعم ! والله ما سمِع أحدٌ منه أكثر منِّي .

فقالوا : حدثنا عنه .

فقال : حدّثنا عكرمة ، قال حدّثنا ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” خلّتان لا يجتمِعان في مؤمن ” . نسي عكرمة واحدة ، ونسيت أنا الأخرى .

………………………………………………….

 

عدَّة بن مَنْ ؟

سُئل مرّة يزيد بن هارون عن حديث من الأحاديث . فقال : حدثنا به عدّة . فقال المُستمْلي : يا أبا سعيد ؛ عدّة بن من ؟ يظن أنّه راوٍ واسمه عدّة ! بينما المقصود عدّة من الرواة .

…………………………………………………

 

نحن قومٌ ..!

سمِعَ محمد بن المُثنَّى العنزي حديث أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى إلى عنزة ؛ فقال : نحن قومٌ لنا شرف ، نحن من عنزة ، صلَّى إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم . فتوهَّم أنَّه صلَّى إلى قبيلتهم ! وإنَّما العنزة – هنا – الحربة تنصب بين يديه صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى .

…………………………………………………

 

مُحدِّث اسمه طريف !

هل تعرف من هو راوي حديث المواقيت في الحج ! أنا أُخبرك به .. إنّه مسدَّد .. ولكن مسدّد بن من ؟

اسمع اسمه كاملاً ففيه شيئاً من الطرافة والظرافة . اسمه :

مسَدَّد بن مسَرْهَد بن مسَرْبَل بن مغَرْبَل بن معَرْبَل بن مطَرْبَل بن أرَنْدَل بن سَرَنْدَل بن عَرَنْدَل بن ماسك بن مستورد الأسدي !

– ما شاء الله – .

………………………………………………….

 

وكتاب حديث اسمه أيضاً طريف !

من أغرب أسماء كتب الحديث وأطرفها ؛ كتاب اسمه :

الأربعين البلدانية عن أربعين من أربعين لأربعين في أربعين ؛ لعلي بن الحسن بن عساكر .

…………………………………………………..

 

إنّ المُناقشة معنا من قلّة المروءة ..!

قال أبو حاتم بن حبان :

دخلت باجروان – مدينة بين الرّقة وحرَّان – فحضرتُ مسجد الجامع فلمَّا فرغنا من الصلاة قام بين أيدينا شابٌ ؛ فقال : حدّثنا أبو خليفة ، قال : حدّثنا أبو الوليد ، قال : حدّثنا شُعبة عن قتادة عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من قضى لمسلمٍ حاجة فعل الله به كذا وكذا ” وذكر كلاماً طويلاً .

فلمَّا فرغ من كلامه ، دعوته ، فقلت : من أين أنت ؟

قال : من أهل برذعة .

قلت : دخلت البصرة ؟

قال : لا .

قلت : رأيت أبا خليفة ؟

قال : لا .

فقلت : فكيف تروي عنه وأنت لم تَرَهُ !

فقال : إنّ المناقشة معنا من قلّة المروءة ، أنا أحفظ هذا الإسناد الواحد ، فكلَّما سمعت حديثاً ضممته إلى هذا الإسناد فرويت .

فقمت وتركته .

…………………………………………………

 

أحمد بن حنبل ويحيى بن مَعين

نُقِلَ عن أحمد بن حنبل ويحيى بن معين أنهما صليا في مسجد الرَّصافة فقام قاصٌّ يقصُّ ، فقال : حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ثمّ ساق سنداً إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال : من قال لا إله إلّا الله ، خلق الله له من كلمة طيراً منقاره من ذهب وريشه من مرجان ! وذكر قصة طويلة .

فلمَّا فرغ من قصصه وأخذ الأُعطيات أشار إليه يحيى بيده فأقبل متوهِّماً لِنوال ، فقال له يحيى : من حدّثك بهذا الحديث ؟

قال : أحمد بن حنبل ويحيى بن معين .

فقال : أنا يحيى بن معين وهذا أحمد بن حنبل ، ما سمعنا بهذا قطّ في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فقال القاصّ : لَمْ أزل أسمع أنَّ يحيى بن معين أحمق ، ما تحقّقت هذا إلّا هذه السّاعة ، كأنَّ ليسَ فيها يحيى بن معين وأحمد بن حنبل غيركما ! لقد كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل ويحيى بن معين . فوضع أحمد كُمّه على وجهه وقال : دعه يقوم . فقام كالمُستهزئ بهما ..

……………………………………………………..

 

أحسن حديث ..!

يقول الشيخ سليمان الجبيلان : دخلت على واحد مصري بمكتب عقار ، فقلت : السلام عليكم . قال : عاوز أيه . قلت : بسّ بسلّم عليك ، أنتم يا أهل مصر ، النبي صلى الله عليه وسلم أوصانا عليكم ، قال : ” استوصوا بأهل مصر خيرا فإنَّ لنا فيهم نسباً وصهرا ” . فقال : واللهِ دا أحسن حديث سمعته في حياتي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.