شقاء من جالسك أشدّ
قال علي بن المديني : خرج سفيان بن عُيينة إلى أصحاب الحديث وهو ضَجِرٌ ، فقال أليس من الشّقاء أن أكون جالستُ ضمرة بن سعيد ، وجالس ضمرة أبا سعيد الخدري ، وجالستُ الزُّهري ، وجالس الزُّهري أنس بن مالك ؛ حتى عدَّ جماعةً ، ثمّ أنا أُجالسكم ؟!
فقال له حَدَثٌ في المجلس : انتصف ؛ يا أبا محمد ..! قال : إن شاء الله . قال : واللهِ ؛ لشقاءُ مَنْ جالسَ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بك أشدُّ مِنْ شقائك بِنا . فأطرقَ ، وتمثَّلَ بشعِر أبي نوّاس :
خَلِّ جَنْبَيْكَ لِرَامٍ … وَامْضِ عَنْهُ بِسَلَامِ
مُتْ بِدَاءِ الصَّمْتِ خَيْرٌ .. لَكَ مِنْ دَاءِ الكَلَامِ
فسأَلَ : مَنْ الحَدَث ؟ قالوا : يحيى بن أكثم .
فقال سفيان : هذا الغلام يصلح لصحبة هؤلاء – يعني السلاطين – .
……………………………………………….
البطن له دور في محبة هذه الأحاديث !
لَزِمَ أعرابيٌ سفيان بن عيينة مُدَّةً يسمع منه الحديث ، فلمَّا جاء ليُسافر قال له سفيان : يا أعرابي ما أعجبك من حديثنا ؟
قال : ثلاثة أحاديث : حديث عائشة – رضي الله عنها – عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنَّهُ كان يُحبّ الحلوى والعسل . وحديثه عليه الصلاة والسلام : ” إذا وُضِعَ العَشَاءُ ، وحضرت الصلاة فابدؤوا بِالعَشَاءِ ” . وحديث عائشة أيضاً : ” ليس مِنْ البِرّ الصوم في السفر ” .
…………………………………………………
ثقيل
قال رجلٌ لأبيه : يا أبتِ ؛ حدَّثني مُستمْلي أبي حنيفة أنَّ أبا حنيفة قال : إنّي ثقيل ! فقال : يا بُنيّ أنت ثقيلٌ بالإسناد.
…………………………………………………..
خلتان منسيتان ..!
قيل لأشعب : جالستَ عكرمة وطلبت العلم ؛ فلماذا لا تحدِّثنا عنه ؟
قال : نعم ! والله ما سمِع أحدٌ منه أكثر منِّي .
فقالوا : حدثنا عنه .
فقال : حدّثنا عكرمة ، قال حدّثنا ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” خلّتان لا يجتمِعان في مؤمن ” . نسي عكرمة واحدة ، ونسيت أنا الأخرى .
………………………………………………….
عدَّة بن مَنْ ؟
سُئل مرّة يزيد بن هارون عن حديث من الأحاديث . فقال : حدثنا به عدّة . فقال المُستمْلي : يا أبا سعيد ؛ عدّة بن من ؟ يظن أنّه راوٍ واسمه عدّة ! بينما المقصود عدّة من الرواة .
…………………………………………………
نحن قومٌ ..!
سمِعَ محمد بن المُثنَّى العنزي حديث أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى إلى عنزة ؛ فقال : نحن قومٌ لنا شرف ، نحن من عنزة ، صلَّى إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم . فتوهَّم أنَّه صلَّى إلى قبيلتهم ! وإنَّما العنزة – هنا – الحربة تنصب بين يديه صلى الله عليه وسلم إذا صلَّى .
…………………………………………………
مُحدِّث اسمه طريف !
هل تعرف من هو راوي حديث المواقيت في الحج ! أنا أُخبرك به .. إنّه مسدَّد .. ولكن مسدّد بن من ؟
اسمع اسمه كاملاً ففيه شيئاً من الطرافة والظرافة . اسمه :
مسَدَّد بن مسَرْهَد بن مسَرْبَل بن مغَرْبَل بن معَرْبَل بن مطَرْبَل بن أرَنْدَل بن سَرَنْدَل بن عَرَنْدَل بن ماسك بن مستورد الأسدي !
– ما شاء الله – .
………………………………………………….
وكتاب حديث اسمه أيضاً طريف !
من أغرب أسماء كتب الحديث وأطرفها ؛ كتاب اسمه :
الأربعين البلدانية عن أربعين من أربعين لأربعين في أربعين ؛ لعلي بن الحسن بن عساكر .
…………………………………………………..
إنّ المُناقشة معنا من قلّة المروءة ..!
قال أبو حاتم بن حبان :
دخلت باجروان – مدينة بين الرّقة وحرَّان – فحضرتُ مسجد الجامع فلمَّا فرغنا من الصلاة قام بين أيدينا شابٌ ؛ فقال : حدّثنا أبو خليفة ، قال : حدّثنا أبو الوليد ، قال : حدّثنا شُعبة عن قتادة عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من قضى لمسلمٍ حاجة فعل الله به كذا وكذا ” وذكر كلاماً طويلاً .
فلمَّا فرغ من كلامه ، دعوته ، فقلت : من أين أنت ؟
قال : من أهل برذعة .
قلت : دخلت البصرة ؟
قال : لا .
قلت : رأيت أبا خليفة ؟
قال : لا .
فقلت : فكيف تروي عنه وأنت لم تَرَهُ !
فقال : إنّ المناقشة معنا من قلّة المروءة ، أنا أحفظ هذا الإسناد الواحد ، فكلَّما سمعت حديثاً ضممته إلى هذا الإسناد فرويت .
فقمت وتركته .
…………………………………………………
أحمد بن حنبل ويحيى بن مَعين
نُقِلَ عن أحمد بن حنبل ويحيى بن معين أنهما صليا في مسجد الرَّصافة فقام قاصٌّ يقصُّ ، فقال : حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ثمّ ساق سنداً إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال : من قال لا إله إلّا الله ، خلق الله له من كلمة طيراً منقاره من ذهب وريشه من مرجان ! وذكر قصة طويلة .
فلمَّا فرغ من قصصه وأخذ الأُعطيات أشار إليه يحيى بيده فأقبل متوهِّماً لِنوال ، فقال له يحيى : من حدّثك بهذا الحديث ؟
قال : أحمد بن حنبل ويحيى بن معين .
فقال : أنا يحيى بن معين وهذا أحمد بن حنبل ، ما سمعنا بهذا قطّ في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فقال القاصّ : لَمْ أزل أسمع أنَّ يحيى بن معين أحمق ، ما تحقّقت هذا إلّا هذه السّاعة ، كأنَّ ليسَ فيها يحيى بن معين وأحمد بن حنبل غيركما ! لقد كتبت عن سبعة عشر أحمد بن حنبل ويحيى بن معين . فوضع أحمد كُمّه على وجهه وقال : دعه يقوم . فقام كالمُستهزئ بهما ..
……………………………………………………..
أحسن حديث ..!
يقول الشيخ سليمان الجبيلان : دخلت على واحد مصري بمكتب عقار ، فقلت : السلام عليكم . قال : عاوز أيه . قلت : بسّ بسلّم عليك ، أنتم يا أهل مصر ، النبي صلى الله عليه وسلم أوصانا عليكم ، قال : ” استوصوا بأهل مصر خيرا فإنَّ لنا فيهم نسباً وصهرا ” . فقال : واللهِ دا أحسن حديث سمعته في حياتي .
اترك تعليقاً