السنة الجهر بالتأمين

الخميس
سبتمبر 2019

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من قراءة أمِّ القرآن رفع صوته وقال : ” آمين ” . رواه الدار قطني وحسنه ، والحاكم وصححه .

الحديث دليل على سنية رفع الصوت بالتأمين للإمام ، وهذا قول الجمهور من الشافعية والحنابلة وغيرهم .

وقال أبو حنيفة وأتباعه : يستحب خفض الصوت بها ! معللين بأنَّ الأصل في الذكر خفض الصوت ! وهو قول عند المالكية أيضاً ، وهذا القول لا يصح ، فإنَّ الحديث خلافه ، والعمل بالحديث مقدَّم على مثل هذا التعليل .

فالصواب والصحيح الجهر بالتأمين للإمام ومثله المنفرد ، ثم إنَّ هذا الحديث لم يتعرَّض لتأمين المأموم ، وقد ورد حديث صريح بذلك من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تلا { غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال : ” آمين ” حتى يسمع من يليه من الصف الأول ” رواه أبو داود وابن ماجه وزاد فيه : ” فيرتجّ بها المسجد ” وهذه الزيادة أيضاً عند الدار قطني وحسنها . فقوله : ” فيرتج بها المسجد ” ؛ دليل على جهر المأمومين خلفه بها ، وكفى به حجةًً ودليلاً !

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا ‘ فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدَّم من ذنبه ” . ومعنى قوله : ” إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا ” أي : إذا شرع في التأمين ، حتى يتوافق مع تأمين الإمام والملائكة .

ولأبي هريرة – رضي الله عنه – أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إذا قال الإمام : { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } ، فقولوا : آمين ، فإن من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدَّم من ذنبه ” . ولا يتوافق التأمين إلا بالجهر ، ولا يُعلم إلا به .

وروى البيهقي وابن حبان في ” الثقات ” عن عطاء قال : ” أدركت مائتين من الصحابة ، إذا قال الإمام : { ولا الضالين } رفعوا أصواتهم بآمين ” .

فهذا الحديث واللذان قبله ، وهذا الأثر كلها تدل على سنية الجهر بالتأمين للمأموم ، وهو للندب عند الجمهور . ( 1 ) .

 

( 1 ) – انظر : منحة العلام في شرح بلوغ المرام ؛ عبد الله صالح الفوزان ( 3 / 71 ) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.