عن أبي مصعب قال : سمعت مالك بن أنس يقول : ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك .
وعنه قال : ما أجبت في الفتيا حتى سألت من هو أعلم مني ، هل يراني موضعاً لذلك . سألت ربيعة وسألت يحيى بن سعيد فأمراني بذلك .
يقول أبي مصعب : فقلت : يا أبا عبد الله فلو نهوك ؟ قال : كنت أنتهي ، لا ينبغي للرجل أن يرى نفسه أهلاً لشيءٍ حتى يسأل من هو أعلم منه .
وعن ابن مهدي قال : سأل رجل مالكاً عن مسألة ، فقال : لا أُحسنها . فقال الرجل : إني ضربت إليك من كذا وكذا لأسألك عنها .
فقال له مالك : فإذا رجعت إلى مكانك وموضعك فأخبرهم أني قلت لك لا أُحسنها .
واليوم رأينا حتى من العوامّ من يفتي بغير علم ، حتى أني قلت لأحدهم لمَّا أفتى مع أنه لم يدرس إلَّا سادس ابتدائي ، قلت له : لا تفتي تراك تأثم . قال : إن شاء الله إن لي أجر ..!
فيا ليت هؤلاء الجهال يعون ما قاله مالك ، ويعلموا أن الفتوى بغير علم من كبائر الذنوب .
اترك تعليقاً