عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ– رضي الله عنه – عَنِ رَسُوْلِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمبِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ» رواه مالك وأحمد والنسائيوصححه الألباني .
ولم يُحدَّد في الحديث مكان السواك من الوضوء ، فلذا اختلف العلماء على قولين :
القول الأول أنه قبل الوضوء قبل أن يبدأ بالوضوء ، فيستاك ثم يتوضأ ، وهذا قال به جماعة من الحنفية و[1]المالكية والشافعية .
القول الثاني أن السواك في أثناء الوضوء وذلك عند المضمضة ، فإذا بلغ المضمضة جمع بينهما وبين السواك ، وهذا قول الجمهور .
والذي يظهر من ناحية استقراء هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه قبل الوضوء كما قال أصحاب القول الأول ، لأنه لم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم أنه تسوك أثناء المضمضة . وقد ورد في حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – لما بات عند خالته ميمونة ووصف قيام النبي صلى الله عليه وسلم لصلاة الليل وفيه : ” فاستيقظ وتسوك وتوضأ ” . وهذه إحدى روايات مسلم (1) .
وقالت عائشة – رضي الله عنها – : ” كنَّا نُعِدّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكه وطهوره ، فيبعثه الله ما شاء أن يبعثه من الليل ، فيتسوك ، ويتوضأ ، ويصلي “رواه مسلم .
ففي هذين الحديثين ما يدل على أنه يبدأ بالسواك أولاً ثم يتوضأ ، ويؤيده لفظ : ” عند كل وضوء ” . هذا هو الصحيح والراجح .[2]
مسألة أخرى : هل يستاك باليد اليمنى أم باليسرى ؟
الصواب أنَّه باليمنى لأنَّ السواك سنة وعبادة ، فيُستحب فيها التيامن .
قال العراقي – رحمه الله – في طرح التثريب : (ذَكَرَه بَعْضُ مُتَأَخِّرَيْ الْحَنَابِلَةِ مِمَّنْ رَأَيْته أَنَّهُ يَسْتَاكُ بِيَمِينِهِ؛ لِأَنَّهُ وَرَدَ فِي بَعْضِ طُرُقِ حَدِيثِ عَائِشَةَ الْمَشْهُورِ : «كَانَ يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ فِي تَرَجُّلِهِ وَتَنَعُّلِهِ وَتَطَهُّرِهِ وَسِوَاكِهِ» ) . فهو يشمل اليد اليمنى والشقّ الأيمن من الفم لعمومه، وهذا هو الراجح في هذه المسألة .
تنبيه ! حديث : ” إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ، ولا تستاكوا بالعشيّ ” . ضعيف (1) . فلذا يستحب للصائم وغيره السواك مطلقاً في أول النهار وفي آخره .
[1])1) – منحة العلام في شرح بلوغ المرام : عبد الله الفوزان ( 1/141-142 ) .
[2](1) – رواه الدار قطني والطبراني والبيهقي وضعفه الألباني وغيره .
اترك تعليقاً