من أعجب عجائب حفظ الحفاظ !

الأحد
مايو 2018

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : قال لي أبو زُرعة : أبوكَ يحفظُ ألفَ ألفَ حديثٍ – أيّ مليون ! – فقيل له : وما يُدريكَ ؟ قال : ذاكرته فأخذتُ عليه الأبواب . (1) .

 

وقال البخاري : ” أحفظُ مائةَ ألفِ حديثٍ صحيحٍ ، وأعرفُ مائتي ألف حديثٍ غيرِ صحيحٍ ” .

 

وقال إسحاق بن إبراهيم الحنظلي : ” أحفظُ سبعين ألف حديث عن ظهر قلب صحيحة ، وأحفظ أربعة آلاف حديث مُزوَّرة . فقيل : ما معنى حفظ المزوَّرة ؟ قال : إذا مرَّ بي منها حديث في الأحاديث الصحيحة فَلَيتُهُ منها فَلْيَاً ” .

 

وقال أبو داود الخَفَّاف : ” أملى علينا إسحاق – بن راهويه – أحد عشر ألف حديث من حفظهِ ، ثمّ قرأها علينا فما زاد حرفاً ولا نقص حرفاً ” .

 

ومن المعاصرين أصحاب الهمم ممن ابتلي بفقد بصره فتجاوزه بعلو همته حتى فاق الكثير من المبصرين – سماحة العلامة شيخنا ابن باز – نوّر الله ضريحه وقدّس روحه – :

  • حفظ القرآن قبل البلوغ .
  • إذا سألته عن حديث في الكتب الستة أجابك عنه سنداً ومتناً .
  • له علم بأحوال الرجال ، حتى قال لبعض تلامذته عن كتاب ” تهذيب التهذيب ” : ” رُبَّما حفظت 80% منه ! ” (2) .

 

ومثال آخر معاصر ؛ يقول الدكتور عبد الكريم الخضير – حفظه الله – : ” وقد رأيت طفلين – هما شقيقان – أحدهما في العاشرة ، والثاني في الحادية عشر ، يقول والدهم : اختبر هذين ، فقد حفظا القرآن ، وحفظا الصحيحين بالأسانيد ! والآن هما بصدد حفظ أبي داود والترمذي ، يومياً يحفظان خمسين حديثاً من سنن أبي داود بأسانيدها ، وخمسين حديثاً من سنن الترمذي بأسانيدها ..! ” .

قلت : فهذين طفلين يحفظان القرآن والصحيحين وغيره ، بينما آخرون لا يحفظون حتى الأربعين النووية ..!

 

(1) –  قال الذهبي : ” فهذه حكاية صحيحة في سعة علم أبي عبد الله ؛ وكانوا يعدُّون في ذلك المكرر والأثر وفتوى التابعي وما فسر ونحو ذلك ، وإلا فالمتون المرفوعة القوية لا تبلغ معشار ذلك ” .

(2) – كتاب : الرائد ؛ لمازن الفريح ( 4/260 ) . وتهذيب التهذيب الذي يحفظ منه الشيخ ابن باز – رحمه الله – 80% ، يقع في 4 مجلدات !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.