قصتان في اتِّباع الصحابة

الأربعاء
مارس 2020

عن سالم بن عبد الله بن عمر قال : ” بينما نحن جلوس مع ابن عمر – رضي الله عنه – في المسجد ، إذ جاءه رجلٌ مِن أهل الشام فسأله عن التمتع بالعمرة إلى الحج ؟ فقال ابن عمر : حسنٌ جميل . فقال : إنَّ أباك كان ينهى عن ذلك ؟ فقال : ويلك ! فإنْ كان أبي قد نهى عن ذلك ، وقد فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر به ؛ فبقول أبي تأخذ أم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! قال : بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : فقُمْ عني ” . رواه الطحاوي في ” شرح معاني الآثار ” وأبو يعلى في ” مسنده ” بإسناد جيد ورجاله ثقات . وروى أحمد نحوه والترمذي وصححه .

وروى ابن عساكر عن ابن أبي ذئب قال : قضى سعد بن إبراهيم – يعني ابن عبد الرحمن بن عوف – على رجلٍ برأي ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، فأخبرته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلاف ما قضى به ، فقال سعد لربيعة : هذا ابن أبي ذئب ، وهو عندي ثقة ، يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف ما قضيت به ؛ فقال له ربيعة : قد اجتهدت ومضى حكمك . فقال سعد : واعجباً ! أنفذ قضاء سعد ولا أنفذ قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! بل أردّ قضاء سعد ابن أمّ سعد ، وأنفذ قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم . فدعا سعد بكتاب القضيَّة فشقَّه ، وقضى للمقضي عليه . ( 1 ) .

فهكذا ينبغي أنْ يكون كل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله محمداً رسول الله ، يتَّبِع النبي صلى الله عليه وسلم متى ما تبيَّن له الحق بدليله ولا يتعصَّب لمذهبٍ ! ولا لغيره .. فالحق أحق أنْ يُتَّبَع . قال الإمام الطحاوي – رحمه الله – عن من يقلِّد تقليداً أعمى : ” لا يُقلِّد إلا عصبي أو غبي ” .

  • ( 1 ) – صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم : للإمام الألباني ( ص : 54 حاشية الكتاب ) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.