الجمعة
مارس 2020
قال ابن عباس – رضي الله عنهما – : ” يوشك أنْ
تنزل عليكم حجارةٌ من السماء ، أقول : قال رسول الله ، وتقولون : قال أبو بكرٍ
وعمر ! ” . رواه أحمد وغيره .
قال الشيخ ابن باز – رحمه الله – في شرحه لكتاب
التوحيد : ( أراد المؤلف بهذه الترجمة تحقيق التوحيد واتباع الشريعة وتعظيم أمر
الله ونهيه والحذر من تقليد الشيوخ والأمراء فيما يخالف شرع الله وهو التقليد
الأعمى .
فالواجب على أهل العلم والإيمان أنْ يُعظِّموا أمر
الله ونهية وأنْ يُحِلّوا ما أحل الله وأنْ يُحرِّموا ما حرَّم الله ورسوله ، وألَّا
يطيعوا أمر أحداً في خلاف ذلك ، فالطاعة إنما تكون في المعروف فطاعتهم في خلاف شرع
الله حرام ، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ) . انتهى كلام الشيخ ابن باز – رحمه
الله – .
ثم قال : ( يوشك : يقرب . حجارة من السماء : وعيد
لهم بالعقوبة .
المعنى : أحتجُّ عليكم في المسألة بأمر الله ورسوله
فتخالفون وتردون عليَّ بخلاف أمر الله ورسوله ولو قال أبو بكر وعمر وهم خير الناس
بعد الأنبياء ، فمن دونهم من باب أولى ألَّا يطاعوا فيما يخالف الشرع . وهذا حث من
ابن عباس على اتباع الشرع والحذر من تعظيم الرجال فيما يخالف الشرع ) .
وقال أحمد بن حنبل – رحمه الله – : عجبتُ لقومٍ
عرفوا الإسناد وصحته يذهبون إلى رأي سفيان ! والله تعالى يقول : { فليحذر الذين
يخالفون عن أمره أنْ تصيبهم فتنةٌ أو يصيبهم عذابٌ أليم } ، أتدري ما الفتنة ؟
الفتنة الشرك ، لعله إذا رد بعض قوله أنْ يقع في قلبه شيءٌ من الزيغ فيهلك .
قال الشيخ ابن باز – رحمه الله – : ( الفتنة :
الشرك لعله إنْ رد بعض قوله أن يقع في شيء من الزيغ فيهلك . فيخشى عليه من الفتنة
أن يفتتن ويقع في الشرك والردة ، وهذا فيه حذر أيضاً عن مخالفة النص وإنْ كان
المخالِف عالِماً عظيماً .
وكان الصحابة يصرحون بأنه لا يجوز طاعتهم في مخالفة
أمر الله ورسوله . فالوعيد فيمن استحل المحرم بفتوى زيد وهو يعلم أنه خلاف الشرع !
) . ( 1 ) .
فيا إخوان ! الأمر واللهِ خطير .. تنبَّهوا مِمَّن
يحلل الأغاني وغيرها من المحرمات ! فإنَّ من يفتي بمثل هذه الأمور ليس شيخ ! بل هو
عاصٍ لله ورسوله ، ونحن ندعو هؤلاء إلى التوبة وأنْ يرجعوا إلى رشدهم وإلى ما
كانوا عليه ، فو الله لن ينفعهم فلان ولا فلان ولا التَّزلُّف إلى الحكام ! ونقول
لهم لا تبيعوا دينكم بدنياكم ، فهذا واللهِ هو الخسران المُبين في الدنيا والآخرة
، وأول عقوبةٍ لهم أنهم سقطوا مِنْ أعينِ الناس ، وأصبحوا محل حديث المجالس ..
وأصبح عقلاء المسلمين لا يثقون فيهم ولا يأخذون منهم { ولعذابُ الآخرةِ أشدُّ
وأبقى } ..
يا من تفتون بجواز الأغاني ! المسلمون واللهِ ليسوا
بحاجتكم .. ويا من تفتون بجواز الأخذ من اللحية ! واللهِ ما أوهى حُجَّتكم ..
عليكم بأنفسِكم ..
ويا مسلمون انظروا عمَّن تأخذون دينكم .. لا تأخذوه
إلَّا من العلماء الكبار القدوات المُتمسِّكون بالسنة ظاهراً وباطناً قولاً وفعلاً
، ودعوا عنكم أصحاب الهوى والشطحات ! إنَّ مِثل هؤلاء لا تنطلي أقوالهم على من له
أدنى بصيرة وإنْ تصدَّرتهم القنوات !! فلا يجوز الأخذ منهم ولا العمل بفتاويهم !
فإنْ أبيتم إلَّا ذلك ، فأنتم واللهِ على خطرٍ عظيم ! وستعلمون ما أقول لكم !
( 1 ) – شرح كتاب التوحيد : ابن باز ( ص : 192 وما
بعدها ) .
اترك تعليقاً