سجود التلاوة سنة

الخميس
ديسمبر 2019

عن عمر – رضي الله عنه – قال : يا أيها الناس إنا نمرُّ بالسجود ، فمن سجد فقد أصاب ، ومن لم يسجد فلا إثم عليه . رواه البخاري .

وفيه : ” إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أنْ نشاء ” ، وهو في الموطأ .

الحديث له سبب ، وهو أنَّ عمر بن الخطاب قرأ يوم الجمعة على المنبر سجدة فنزل فسجد وسجد الناس معه ، ثم قرأها يوم الجمعة الأخرى فتهيأ الناس للسجود ، فقال : ” على رسلكم ، إنَّ الله لم يكتبها علينا إلا أنْ نشاء ، فلم يسجد ، ومنعهم أنْ يسجدوا ” .

هذا الحديث يبين لنا حكم سجود التلاوة ، وهي مسألة كغيرها من المسائل اختلف فيها العلماء ، فمنهم من قال أنها واجبة ومنهم أبو حنيفة ، ومنهم من قال بأنها سنة ، والصواب أنها سنة لهذا الدليل الواضح الصريح ، فالصحيح أنها سنة يقول الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – : ( وهذا هو الذي عليه أكثر أهل العلم ) ، ومنهم الأئمة الثلاثة : مالك ، والشافعي ، وأحمد في المشهور عنه .

ووجه الدلالة من وجهين :

الأول : أنَّ قوله ( ومن لم يسجد فلا إثم عليه ) واضح في عدم الوجوب ، لأنه نفى عنه الإثم . وكذلك قوله ( إلا أنْ نشاء ) .

الثاني : أنَّ هذا بحضرة الجمع الكثير من الصحابة من المهاجرين والأنصار – رضي الله عنهم – فلم ينكر ذلك عليه أحد ، ولا نُقِلَ خلافه ، فهذا يدل دلالة ظاهرة على إجماع الصحابة – رضي الله عنهم – على أنه ليس واجب .

ومن الأدلة أيضاً على عدم وجوب سجود التلاوة حديث زيد بن ثابت : ” قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم النجم فلم يسجد فيها ” . متفق عليه . ( 1 ) .

 

( 1 ) – انظر : فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام ؛ ابن عثيمين ( 4 / 125 ) .

منحة العلام في شرح بلوغ المرام ؛ عبد الله بن صالح الفوزان ( 3 / 252 ) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.