أنا وكافل اليتيم في الجنة

الأربعاء
نوفمبر 2019

عن سهل بن سعد – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ” . وقال بإصبعيه السبابة و الوسطى .

قال ابن بطال – رحمه الله – : ( حقٌّ على كل مؤمن يسمع هذا الحديث أنْ يرغب في العمل به ليكون في الجنة رفيقاً للنبي عليه السلام ولجماعة النبيين والمرسلين ) .

وكفالة اليتيم في مأكله ومشربه وملبسه وتنشئته التنشئة الدينية . فهي تعني القيام بأموره الدينية والدنيوية .

وقد أخذ الله الميثاق على بني إسرائيل بأن يحسنوا إلى اليتامى ، حيث قال سبحانه : { وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحساناً وذي القربى واليتامى والمساكين } ، ونحن أحق منهم بهذا الفضل !

وكفالة اليتيم تلين القلب ، وتعين على قضاء الحوائج ، فعن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ يشكو قسوة قلبه ، قال : ” أتحب أن يلين قلبك ، وتدرك حاجتك ، ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك ، يلين قلبك وتدرك حاجتك ” .

قال أحد السلف : ( كنت في بداية أمري مُكِبَّاً على المعاصي ، وشرب الخمر ، فظفرت يوماً بصبي يتيم فقير ، فأخذته وأحسنت إليه ، وأطعمته وكسوته وأدخلته الحمام وأزلت شعثه ، وأكرمته كما يكرم الرجل ولده بل أكثر ، فَبِتُّ ليلة بعد ذلك ، فرأيت أنَّ القيامة قامت ، ودُعِيت إلى الحساب ، وأُمِر بي إلى النار لسوء ما كنت عليه من المعاصي ، فسحبتني الزبانية ليمضوا بي إلى النار ، وأنا بين أيديهم حقيرٌ ذليل يجرّونني سحباً إلى النار ، وإذا بذلك اليتيم قد اعترضني بالطريق ، وقال : خلّوا عنه يا ملائكة ربي حتى أشفع له إلى ربي ، فإنه قد أحسن إليَّ وأكرمني ، فقالت الملائكة : إنا لم نؤمر بذلك ، وإذا النِّداء مِنْ قِبَل الله تعالى يقول : خلّوا عنه فقد وهبت له ما كان منه بشفاعة اليتيم وإحسانه إليه ! قال : فاستيقظت وتبت إلى الله عز وجل ، وبذلت جهدي في إيصال الرحمة إلى الأيتام ) . ( 1 ) .

 

( 1 ) – انظر : اترك أثراً قبل الرحيل ؛ محمد المنجد ( ص : 48 – 49 ) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.