كلامنا اليوم عن رابع أصحاب السنن الأربع ، وهو الحافظ ابن ماجه .
اسمه :
هو أبو عبد الله محمد بن يزيد الربعي – مولى ربيعة – ابن ماجه القزويني . وماجه لقب والده يزيد .
مولده :
ولد – رحمه الله – في سنة 209 هــ .
رحلته في طلب العلم وأهم شيوخه :
رحل – رحمه الله – في طلب العلم إلى خراسان والعراق والحجاز ومصر والشام وغيرها من البلاد ، كعادة المحدثين الذين يحرصون على الرحلة في طلب الحديث .
وفي رحلته هذه سمع من العديد من المشايخ منهم :
ابنا أبي شيبة ، وهما عبد الله وعثمان ، ولكنه أكثر من الرواية عن عبد الله بن أبي شيبة الذي هو صاحب ” المصنف ” وكثيراً ما يروي عنه .
وروى كذلك عن أبي خيثمة زهير بن حرب ، وهو أحد الأئمة المشهورين .
وروى عن دحيم ، وهو من أئمة الجرح والتعديل .
وروى عن أبي مصعب الزهيري الذي هو أحد رواة ” الموطأ ” عن الإمام مالك .
وقد لازم الحافظ علي بن محمد الطنافسي فأكثر عنه . وغيرهم
تلاميذه ورواة السنن عنه :
تلاميذه كثر ، ومن أشهرهم : أبو الحسن علي بن إبراهيم القطان ، وسليمان بن يزيد ، وكلاهما من بلده قزوين .
وأبو جعفر محمد بن عيسى المطوعي ، وأبو بكر حامد الأبهري .
وهؤلاء الأربعة هم رواة السنن عن ابن ماجه ، ولكن لم تصلنا السنن إلا من رواية أبي الحسن بن القطان فقط ، وأما بقية الروايات فلا نعلم عنها شيئاً .
ثناء العلماء عليه :
قال أبو يعلي الخليلي : ” ثقة ، كبير ، متفق عليه ، محتج به ، له معرفة بالحديث وحفظه ، وله مصنفات في السنن والتفسير والتاريخ ، وكان عارفاً بهذا الشأن ” .
ووصفه الإمام الذهبي بقوله : ” إنه الحافظ الكبير المفسر ، صاحب السنن والتفسير والتاريخ ، ومحدث تلك الديار – يعني ديار قزوين – ” .
وقال الحافظ ابن كثير : ” محمد بن يزيد بن ماجه ، صاحب كتاب السنن المشهورة ، وهي دالة على عمله وعلمه وتبحره وإطلاعه واتباعه للسنة في الأصول والفروع ” .
وقال ابن تغري بردي : ” هو الإمام الحافظ الحجة الناقد أبو عبد الله القزويني صاحب السنن والتفسير والتاريخ ” .
وقال الحافظ الخزرجي : ” هو الحافظ أحد الأئمة وصاحب السنن والتفسير ، وذو الرحلة الواسعة ” .
وقال المؤرخ فؤاد سزكين : ” يعتبر من المحدثين الثقات ، وقد عرفته الأجيال التالية مؤلفاً لأحد كتب الصحيح الجامعة ” .
كتابه السنن :
هذا الكتاب من مميزاته التي ذكرت وحمدت له أنه حسن الترتيب ، وسرد الأحاديث فيه باختصار من غير تكرار ، وهذا ليس في شيء من الكتب السته – عدم التكرار – وإن كان مسلم – رحمه الله – يمكن أن يكون قريباً من هذا .
قال الحافظ الذهبي – رحمه الله في تذكرة الحفاظ : ” سنن أبي عبد الله كتاب حسن ، لولا ما كدره من أحاديث واهية ليست بالكثيرة ” .
ومما يؤخذ عليه في كتابه أيضا أن الغالب على ما يتفرد به الضعف ، فكون هناك جملة تصل إلى نحو ستمائة حديث أو أكثر بقليل ضعيفاً ، فهذا لاشك عدد غير قليل . ولكن لا يعني هذا أن جميع ما تفرد به ليس فيها صحيح ، ولهذا قال ابن حجر – رحمه الله – : ” بل هناك أحاديث نبهت عليها وهي صحيحة ، وهي مما تفرد بها ابن ماجه – رحمه الله – ” .
قال السيوطي – رحمه الله – : ” إن كتاب ابن ماجه قد تفرد فيه بإخراج أحاديث عن رجال متهمين بالكذب وسرقة الأحاديث ، وبعض هذه الأحاديث لا تعرف إلا من جهتهم ” .
وقال الذهبي – رحمه الله – : ” قد كان ابن ماجه حافظاً صدوقاً واسع العلم ، وإنما غضَّ من رتبة سننه ما في الكتاب من المناكير وقليل من الموضوعات ” .
وسنن ابن ماجه مصنف على الأبواب الفقهية كالسنن الثلاثة وهو دونها في الدرجة ، وقد اهتم به كثير من العلماء فقاموا بشرحه ولكن من أهم شرحهم شرح لابن الملقن ، وشرح للسيوطي اسمه : ” مصباح الزجاجة ” ، وشرح للسندي .
وهناك ما يشبه التعليقات بعنوان : ” ما تمس إليه الحاجة لمن يطالع سنن ابن ماجه ” لأحد الهنود . وهذا تقريباً أبرز ما هناك .
وفاته :
توفي – رحمه الله – يوم الأثنين ودفن في يوم الثلاثاء لثمان بقين من رمضان في سنة 273 هــ ، وله من العمر 64 سنة . ( 1 ) .
( 1 ) – انظر : مناهج المحدثين ؛ سعد الحميد ( ص : 217 وما بعدها ) . ودراسات في مناهج المحدثين ؛ توفيق بن أحمد سالمان ( ص : 257 ) .
اترك تعليقاً