ربنا ولك الحمد للمأموم

الأثنين
أكتوبر 2019

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” إنما جعل الإمام ليؤتم به ، فإذا كبر فكبروا ، ولا تكبروا حتى يكبر ، وإذا ركع فاركعوا ، ولا تركعوا حتى يركع ، وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد ” .

هذا الحديث دليل قول من قال أن المأموم يقول بعد رفع إمامه : ربنا ولك الحمد ، ولا يقول سمع الله لمن حمده ، قال ابن قدامه – رحمه الله – : ( لا أعلم في المذهب خلافاً أنه لا يشرع للمأموم قول ” سمع الله لمن حمده ” ، وهذا قول ابن مسعود وابن عمر وأبي هريرة والشعبي ومالك وأصحاب الرأي ) .وأما قول الشافعي أنه يقول مثل الإمام فهذا قولٌ مرجوح ، ولنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قلناه قبل قليل .

يقول الشيخ ابن باز – رحمه الله – : ( المأموم لا يقول سمع الله لمن حمده عند الرفع من الركوع ، بل يقول ربنا ولك الحمد ) .

وقال : ( الإمام يقول عند الرفع : سمع الله لمن حمده أولاً ، وهكذا المنفرد ، ثم يأتي بالحمد بعد ذلك ، أما المأموم فإنه يقول عند ارتفاعه من الركوع : ربنا ولك الحمد ، ولا يقول : سمع الله لمن حمده على الصحيح المختار الذي دلت عليه الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .

وسئل : ( هل يقول المأموم سمع الله لمن حمده ؟ ومن استدل بقوله : ” صلوا كما رأيتموني أصلى ” ؟

فقال : مجمل ، فسَّره قوله صلى الله عليه وسلم : ” إذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا : ربنا ولك الحمد ” ، ولم يقل : قولوا مثله ) .

فالنبي صلى الله عليه وسلم قال : ” وإذا قال سمع الله لمن حمده ، فقولوا ربنا ولك الحمد ” ولم يقل فقولوا سمع الله لمن حمده ، ومن قال غير ذلك فقوله خطأ لا يأخذ به . يقول الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – : ( ومن قال من أهل العلم إنه يقول سمع الله لمن حمده ويقول ربنا ولك الحمد فقوله ضعيف ، وليس أحد يُقبل قوله على الإطلاق ولا يُرد على الإطلاق حتى يُعرض على الكتاب والسنة ، ونحن إذا عرضنا هذا على السنة وجدنا الأمر كما سمعت ) .

وقال في موضع آخر قال الشيخ : ( فإذا قال قائل : ما الجواب عن قوله صلى الله عليه وسلم : ” صلوا كما رأيتموني أصلي ” ، وقد كان يقول : ” سمع الله لمن حمده فيقتضي أن المأموم يقول ذلك ؟

فالجواب على هذا سهل : وهو أن قوله صلى الله عليه وسلم : ” صلوا كما رأيتموني أصلي ” عامٌ ، وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ” وإذا قال : سمع الله لمن حمده فقولوا : ربنا ولك الحمد ” فهذا خاص ، والخاص يقضي على العام ، فيكون المأموم مستثنى من هذا العموم بالنسبة لقوله : ” سمع الله لمن حمده ” فإنه يقول : ربنا ولك الحمد ) .

 

( 1 ) – انظر الإيجاز في بعض ما اختلف فيه الألباني وابن عثيمين وابن باز : سعد البريك ( 1 / 245 ) . وما بعدها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.