دع ما يريبك

الأربعاء
سبتمبر 2019

عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب – سِبْطِ رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته – رضي الله عنهما قال : حفظت من سول الله صلى الله عليه وسلم : ” دَعْ ما يَريبُك إلى ما لا يَرِيبُك ” . رواه الترمذي والنسائي .

أصل هذا الحديث قاعدة من قواعد الدين ، وهي الأخذ باليقين في الأمور وترك المشتبهات ، وهو أصل في الورع الذي عليه مدار المتقين ..

قال : ” دع ما يريبك ” ؛ أي اترك ما تشك فيه ويلحقك به ريب وقلق .

” إلى ما لا يريبك ” ؛  إلى شيء لا يحقك به ريبٌ ولا قلق .

فالنبي صلى الله عليه وسلم يأمر بالبعد عن الأمور المشكوك فيها ، والأخذ باليقين منها ، وبهذا يحفظ المسلم عرضه من الذم ، ويحفظ نفسه من الوقوع بما حرم الله عز وجل ، ويطمَئنَّ قلبه من القلب والاضطراب ، لأن الشبهات سبب لحصول القلق والاضطراب في القلب ، فإذا ما طبق هذا استراح ، وصار من أهل الورع .

ورع السلف وتركهم للشبهات :

عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : كان لأبي بكر – رضي الله عنه – غلامٌ يُخرِج له الخَراج ، وكان أبو بكر يأكل من خراجه فجاء يوماً بشيءٍ فأكل منه أبو بكر ، فقال له الغلام : تدري ما هذا ؟ فقال أبو بكر : ما هو ؟ فقال : ” كنت تكهَّنت لإنسان في الجاهلية ، وما أُحسِن الكهانة إلا أني خدعته ، فلقيني فأعطاني لذلك هذا الذي أكلتَ منه ، فأدخل أبو بكر يده وجعل يتقيأ حتى قاء جميع ما في بطنه ” .

تأمل إلى ورع السلف إلى أين وصل ! حتى في الأمور البسيطة !! يقول الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – : ” إذا أردت الطمأنينة والاستراحة فاترك المشكوك فيه واطرحه جانباً ” .

وقال : ” هذا الحديث من جوامع الكلم وما أجوده وأنفعه للعبد إذا سار عليه ، فالعبد يرِد عليه شكوك في أشياء كثيرة ، فنقول : دع ما فيه شك إلى ما لاشك فيه حتى تستريح وتسلم ” . ( 1 ) .

 

( 1 ) – انظر : شرح الأربعين النووية ؛ لابن عثيمين ( ص : 177 وما بعدها ) ؛ وقواعد وفوائد من الأربعين النووية ؛ لناظم سلطان ( ص : 118 وما بعدها ) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.